إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83978 مشاهدة
عبودية سيدنا عيسى -عليه السلام-

...............................................................................


وكذلك حال عيسى ؛ مع ما فَضَّلَهُ الله به، وما مَيَّزَهُ بالآيات: بأنه يُكَلِّمُ الناس في المهد، ومن أنه يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ والأبرص، ويحيي الموتى، ويخلق من الطين كهيئة الطير؛ فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، ويخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، مما يُطْلِعُهُ الله عليه؛ ومع ذلك لم يخرج عن أن يكون عبدا! كما اعترف على نفسه، وهو طفل أول ما كلم به قَوْمَهُ قال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا عبد الله.. اعترف بأنه عبد الله. ومن المعلوم: أن العبد: هو العابد. أي: عابد، ومملوك، وعبد، وذليل لربي. فلا ينبغي أن يُرْفَعَ فوق قدره.
وهكذا يقال في بقية الأنبياء.. أنهم جميعا بشر، لا يصلح أن يُصْرف لهم شيء من أنواع العبادة التي هي خالص حق الله.