شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
153253 مشاهدة print word pdf
line-top
عبودية سيدنا عيسى -عليه السلام-

...............................................................................


وكذلك حال عيسى ؛ مع ما فَضَّلَهُ الله به، وما مَيَّزَهُ بالآيات: بأنه يُكَلِّمُ الناس في المهد، ومن أنه يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ والأبرص، ويحيي الموتى، ويخلق من الطين كهيئة الطير؛ فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، ويخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، مما يُطْلِعُهُ الله عليه؛ ومع ذلك لم يخرج عن أن يكون عبدا! كما اعترف على نفسه، وهو طفل أول ما كلم به قَوْمَهُ قال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا عبد الله.. اعترف بأنه عبد الله. ومن المعلوم: أن العبد: هو العابد. أي: عابد، ومملوك، وعبد، وذليل لربي. فلا ينبغي أن يُرْفَعَ فوق قدره.
وهكذا يقال في بقية الأنبياء.. أنهم جميعا بشر، لا يصلح أن يُصْرف لهم شيء من أنواع العبادة التي هي خالص حق الله.

line-bottom